المخطط الاستراتيجى لمحافظة الجيزة 2030... إنذار للمجتمع المدنى

فى حوار مع جريدة المال، كشف محافظ الجيزة، الدكتور على عبد الرحمن، عن المخطط الإستراتيجى لمحافظة الجيزة حتى عام 2030 وهو مخطط عمرانى/إقتصادى يهدف إلى جذب المليارات من الإستثمارات من خلال عدة مشاريع أغلبها قائم على بيع مساحات كبيرة من أراضى المحافظة.

يذكرنا مخطط الجيزة 2030 بعض الشيء بمخطط القاهرة 2050 الذى تبنته لجنة سياسات الحزب الوطنى وقام بإدارته الهيئة العامة للتخطيط العمرانى وقام برفضه سكان المناطق المستهدفة وقام بنقده المنظمات الحقوقية وبعض المثقفون، فهو يحوى على بعض من مشاريع القاهرة 2050 التى كانت مستهدفة للجيزة حسب موقع هذا الإستشارى.

ولكن الأهم هو أن مخطط الجيزة 2030 يتبع مدرسة فكر التخطيط الفوقى High Modernism التى تعتمد على إعداد مخططات ضخمة دون مشاركة مجتماعية فى عملية التخطيط نفسها، بالإضافة إلى تحيز هذه المخططات إلى عملية بيع الأراضى دون الأخذ فى الإعتبار تأثير هذه المشروعات على المجتمعات التى تسكن هذه المناطق... فما مدى توافر فرص العمل لمواطنى الجيزة؟ وأين بعد تطوير المناطق المحرومة والخطر فى الجيزة الذى يسكنها أغلبية سكانها؟ نعم هناك إشارة إلى بعض مشاريع البنية التحتية، ولكن أين التخطيط الإستراتيجى للعمران القائم، أليس من حق السكان تطوير مجتمعاتهم العمرانية سواء كانت الأحياء أو القرى بما يناسب ثقافتهم وطموحاتهم؟ 

خطورة التخطيط الفوقى على سكان الجيزة وغيرهم

دون وجود آلية أساسية للمشاركة المجتماعية مثل مجالس محلية نزيهة وشفافة، ودون جهاز تشريعى وقوانين تنحاز للفقراء والفئات الأكثر ضعفا، تكمن بهذه المخططات الإستراتيجية أخطار عدة مثل:

- الإخلاء والتهجير القسرى تحت شعار نزع الملكية للمنفعة العامة، فهناك عدة مشارع للطرق والبنية الأساسية التى تحتاج إلى نزع ملكيات خاصة لإتمامها

- زيادة كثافة المناطق العشوائية نظرا للإرتفاع المتطرد لأسعار الأراضى والعقارات الذى سيواكب طرح مشاريع الإستثمار العقارى الفارهة فى غياب أية ضوابط على أسعار العقارات وفى غياب ضوابط لتوفير المسكن بأسعار تناسب الدخول الضعيفة والمتدنية، مما يقلل من فرص هذه الفئات فى إيجاد مسكن مناسب، ويحتم عليهم سد هذا العجز بالمجهودات الذاتية ببناء مساكن يغيب عنها فى معظم الأحيان الحد الأدنى من مقاومات المعيشة الآدمية 

- التوسع فى بناء الأحياء العشوائية بالمجهودات الذاتية حول مناطق الإستثمار الجديدة التى ستخلق فرص للعمل ولكن دون التخطيط لمجتمعات عمرانية جديدة حولها تستوعب العمالة الجديدة

- زيادة سعر الخدمات الأساسية مثل المياه والطاقة بعد التوجه إلى خصخصة البنية التحتية من خلال البرنامج الحكومى لمشروعات البنية الأساسية بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص الـ PPP. 

التخطيط العمرانى فى مصر بحاجة إلى نقلة نوعية إذا كنا سنعتمد عليه فى تطوير البلد بما يتماشى مع قيم ومبادئ العدالة الإجتماعة، ولكن بما أن الحكومة المنتخبة مصرة على المضى بالنهج ذاته الذى إتبعه النظام البائد، فبات الحمل على المجتمع المدنى من الحقوقيون والعمرانيون المعنيون بالعدالة الإجتماعية فى تغيير السياسات التى تعمل ضد الحق فى السكن وتغيير مسار المخططات التى تهدد الالاف من سكان مصر.

ملخص لمشاريع الجيزة 2030 التى ذكرها المحافظ:

 

1- مشروع تنمية منطقة جنوب الجيزة المعروفة بجزيرة “القرصاية ”  (وهو أحد مشاريع القاهرة 2050) عبر طرحها على المطورين العقاريين بهدف إقامة سلسلة من المشروعات الترفيهية والخدمية والثقافية إلى جانب إقامة عدد من المراسى النيلية وطرح مراكز تجارية على المسطحات الممتدة على ضفاف النيل  - حجم الاستثمارات المتوقع تنفيذها بين 1.5 و 2 مليار جنيه، والبدء فى طرح المرحلة الأولى من المشروع، خلال 6 أشهر

2-  مشروع  الاستثمار الفندقى والعقارى على جانبى طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى من خلال طرح 500 فدان على هيئة قطع ما بين 5 و 10 أفدنة - حجم الاستثمارات المتوقع جذب يتجاوز الـ 7 مليارات جنيه .

3- تنمية المنطقة المجاورة لمطار 6 أكتوبر. إعداد الخريطة الاستثمارية على مساحة 8300 فدان والانتهاء من وضع المخطط العام للمنطقة خلال فترة زمنية لا تتجاوز الـ 30 يوماً - حجم المشروعات المتوقع تنفيذها  سيتجاوز الـ 3 مليارات جنيه .

4- طرح 12 ألف فدان بالواحات البحرية بسعر متر الأرض لمشروعات سياحية وخدمية بين 1000 و 2000 جنيه و 300 و 400 جنيه للمتر بالنسبة للأراضى الصناعية - متوقع جذب 5 مليار جنيه.

5- تطوير ترعة الزمر وتحويلها إلى محور مرورى يساهم فى خفض الكثافة المرورية بمشاركة القطاع الخاص - تقدر تكاليف المشروع بـ 2.4 مليار جنيه 

6-  الإنتهاء من المخطط العام لمنطقة عرب أبو ساعد شرق المحافظة تمهيداً لطرحها للاستثمار الصناعى. التخطيط المبدئى يظهر إمكانية طرح 2183 فدانًا لاقامة المشروعات الصناعية بما يمثل 61.6 % من حجم الأراضى المتاحة فى تلك المنطقة بحجم المخصصات المالية اللازمة لترفيق المنطقة نحو 160 مليون جنيه.

7-  إنعاش مشروع تنمية شمال الجيزة (وهو أحد مشاريع القاهرة 2050) الذى يشمل منطقة مطار إمبابة غرب المحافظة من خلال إقامة مشروعات خدمية وسكنية،  وطرحه على القطاع الخاص وفقاً لنظام حق الانتفاع:

- أعمال البنية الأساسية وإقامة 3474 وحدة سكنية بمساحات تتراوح بين 86 و 96 مترًا مربعًا بتكلفة إستثمارية 1.6 مليار جنيه لتنمية حوالى 220 فدانًا

- إقامة 314 محلاً تجاريًا على مساحة 52 فدانًا بتكلفة استثمارية مقدرة بحوالى 700 مليون جنيه .
- إقامة المراكز الترفيهية والتجارية وكذلك مناطق لانتظار السيارات على 69 فدانًا وعرضها على المطورين العقاريين على ان تتراوح مساحة المشروع الواحد بين 8 و 74 ألف متر مربع بتكلفة استثمارية مقدرة بنحو 750 مليون جنيه .

8- مشروع 10 فنادق عالمية بجوار المتحف المصرى الكبير المستهدف افتتاحه بالجيزة العام المقبل، يتم طرحها على القطاع الخاص - حجم الاستثمارات المتوقع استقطابها 13 مليار جنيه

9- ممشى يربط المتحف المصرى بسفح الهرم بطول 6 كيلومترات مروراً بطريق الجيزة - الفيوم، وإقامة مشروعات خدمية على الطريق- التكلفة الاستثمارية المقدرة 2 مليار جنيه . 

10- مشروع لإعادة تأهيل منطقة الاهرامات خلال فترة زمنية لا تتجاوز الـ 40 يوماً وتعزيز التواجد الأمنى وتحسين الخدمات المقدمة فى تلك المنطقة من خلال رصد مخصصات مالية محدودة لا تتجاوز الـ 6 ملايين

11 - إقامة منطقة لاستقبال السائحين فى أواخر شارع الهرم (وهو جزء من أحد مشاريع القاهرة 2050 حسب هذه الروابط هنا وهنا)على مساحة مسطحة تصل إلى 10 أفدنة - تكلفة استثمارية مقدرة بنحو مليار جنيه . 

12- مشروع تطوير وتنمية منطقة دهشور ويضم إزدواج طريق المريوطية بين منطقة ميت رهينة حتى دهشور بطول 13 كيلو مترًا، إقامة مدخل بديل للمنطقة الأثرية بـ «منشية دهشور » ، بطول 1.5 كيلو متر على أن تتم إقامة نقطة وصول على المدخل البديل تشمل سوقًا صغيرة لبيع المنتجات الحرفية السياحية إلى جانب مكان لانتظار السيارات على مساحة تتراوح بين 500 و 700 متر مربع . ويشمل المشروع أيضا إقامة مركز سياحى للوفود السياحية على مساحة 400 متر مربع ومنطقة لانتظار السيارات،  كذلك رصف الطريق المعروف بـ «الدهشورية » بطول 9 كيلومترات وتجميله .